
تعيش العلاقات المغربية الأمريكية مرحلة نوعية جديدة بعد أن كشف موقع Africa Intelligence عن مفاوضات متقدمة بين الرباط وواشنطن بشأن اقتناء مقاتلات F-35 الشبحية من الجيل الخامس، في خطوة غير مسبوقة تعكس الثقة العميقة بين البلدين ومكانة المغرب كشريك استراتيجي أساسي للولايات المتحدة في شمال إفريقيا.
ووفقا للموقع الفرنسي المتخصص في الشؤون العسكرية، فإن المفاوضات بين الجانبين متواصلة منذ عدة أشهر، في سياق توجه أمريكي واضح نحو تعزيز التعاون العسكري مع الرباط وتطوير قدراتها الجوية بما يتلاءم مع موقعها الجيوسياسي ودورها في حفظ الاستقرار الإقليمي.
وأكدت Africa Intelligence أنها اطلعت على وثائق رسمية تشير إلى أن إسرائيل منحت موافقتها المبدئية على الصفقة، في إطار مبدأ التفوق العسكري النوعي (QME) المنصوص عليه في القانون الأمريكي لتصدير الأسلحة، والذي يُلزم واشنطن بعدم إبرام أي صفقة يمكن أن تمس بالتفوق العسكري الإسرائيلي. وتُعد هذه الموافقة سابقة استثنائية، بالنظر إلى أن إسرائيل كانت ترفض سابقا أي تسليم لطائرات F-35 إلى دول المنطقة حفاظا على ميزان التفوق الجوي لصالحها.
وتأتي هذه الخطوة لتؤكد متانة الشراكة بين الرباط وواشنطن، التي تتطور بشكل متسارع على المستويين الأمني والتكنولوجي، خاصة في ظل تحديث شامل تشهده القوات الملكية الجوية المغربية التي اقتنت مؤخرا نسخا مطورة من مقاتلات F-16V، وأطلقت مشروعا صناعيا ضخما في بن سليمان لإصلاح وتحديث الطائرات الحربية بشراكة مع شركات أمريكية وأوروبية.
وإذا ما تم إقرار الصفقة رسميا، فإنها ستشكل قفزة نوعية غير مسبوقة في تاريخ القوات المسلحة الملكية، إذ سيصبح المغرب أول بلد إفريقي وعربي يمتلك مقاتلات من الجيل الخامس، ما يعزز قدراته في الدفاع والردع، ويكرس مكانته كقوة إقليمية وشريك موثوق للولايات المتحدة في بناء منظومة أمن واستقرار طويلة الأمد بشمال إفريقيا.



