سياسةشأن عسكري
أخر الأخبار

إسرائيل تشتبه في استخدام إيران لصاروخ برؤوس متشظية.. وتعترف ببقاء قدرات طهران الصاروخية

في تصعيد لافت على مسرح المواجهة الإقليمية، تحقق إسرائيل في احتمال استخدام إيران لصاروخ بالستي مزود برؤوس حربية متعددة خلال الهجوم الصاروخي الذي نفذته طهران صباح اليوم الخميس على منطقة تل أبيب الكبرى. ويأتي هذا التطور في إطار موجة رابعة عشر من الهجمات الإيرانية، بعد أسبوع من بدء إسرائيل ضربات وصفت بأنها الأوسع على أراض إيرانية منذ عقود.

وبحسب صحيفة “هآرتس” العبرية، تشير التقديرات الأولية إلى أن أحد الصواريخ الإيرانية احتوى على شحنات متفجرة فرعية انفجرت وانتشرت في مناطق متعددة، وهو ما يعزز فرضية استخدام صاروخ عنقودي. وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن الصاروخ حمل عددا من الرؤوس الصغيرة التي انفجرت في أنحاء “غوش دان” – المنطقة الحضرية الكبرى حول تل أبيب – وهو ما أكدته مصادر أمنية إسرائيلية مطلعة.

فرق تفكيك المتفجرات الإسرائيلية انتشرت في عدة مناطق، من بينها أور يهودا، يافا، وسافيون، للتحقيق في طبيعة الذخائر التي سقطت، فيما ذكرت هيئة البث أن المسوحات الميدانية أظهرت بقايا قذائف صغيرة، تُشير إلى وجود رأس حربي منقسم، وهي تقنية تمتلكها وحدات من الحرس الثوري الإيراني.

اعتراف بالقدرات الإيرانية

ورغم سلسلة الضربات الإسرائيلية المكثفة على منصات الصواريخ الإيرانية خلال الأسبوع الماضي، أقر المتحدث باسم جيش الاحتلال، إيفي ديفرين، بأن إيران لا تزال قادرة على إطلاق صواريخ بالستية. وقال في مؤتمر صحفي: “أُطلقت هذا الصباح عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة من إيران، رغم استهدافنا لمنصاتها، مما يعني أن النظام الإيراني لا يزال يحتفظ بقدرات هجومية فعالة”.

وأضاف أن إحدى الضربات استهدفت مستشفى “سوروكا” في بئر السبع، متهما طهران باستهداف منشآت مدنية. لكن بالمقابل، نفت مصادر إيرانية ذلك، وأكدت أن الضربات وجهت إلى مقرات استخبارات عسكرية إسرائيلية مجاورة للمستشفى، بما فيها معسكر تابع للمخابرات يقع ضمن مجمع تكنولوجي.

الخسائر المعلنة والردع المتبادل

وفقا لبيانات وزارة الصحة الإسرائيلية، فقد أُدخل 271 شخصا إلى المستشفيات جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة، بينهم 6 في حالة حرجة. في المقابل، تقول تل أبيب أنها دمرت “مئات” من قواعد ومنصات إطلاق الصواريخ الإيرانية، بينما تؤكد طهران استمرارها في الرد على الهجمات التي بدأت فجر الجمعة الماضية، وبلغت ذروتها بقصف منشآت نووية ومقرات الحرس الثوري، واغتيال شخصيات عسكرية بارزة.

ويأتي هذا التبادل الناري في وقت أكدت فيه إسرائيل أنها تعمل “بتنسيق كامل مع المستوى السياسي” لتحقيق أهداف الحرب، مع رفض المتحدث العسكري الخوض في تفاصيل أي مخططات مستقبلية، بما في ذلك احتمال استهداف شخصيات قيادية إيرانية مثل المرشد الأعلى علي خامنئي.

تكتيكات جديدة… وحدود الردع

تشير التطورات الأخيرة إلى دخول الصراع الإيراني الإسرائيلي مرحلة جديدة من التكتيكات العسكرية. فبينما اعتمدت إسرائيل في هجومها على إيران ضربات دقيقة طالت البنية التحتية النووية ومراكز القيادة، لجأت طهران إلى تطوير نمط الهجوم باستخدام رؤوس متعددة وقنابل عنقودية، في رسالة واضحة بأن ترسانة الردع الإيرانية لم تُشل بالكامل.

وفي ظل هذا التوازن الهش، تزداد المخاوف من انزلاق الوضع إلى مواجهة إقليمية أوسع، خاصة مع بقاء قدرات الطرفين الهجومية قائمة، واستمرار التصعيد على أكثر من جبهة – برية، وجوية، وسيبرانية.

ما القادم؟

بينما تسعى إسرائيل إلى “تعميق الضرر في قلب النظام الإيراني”، كما جاء على لسان متحدث جيشها، تلوح طهران بردود جديدة في حال استمرار الضربات. وفي غياب مؤشرات على تهدئة فورية، تبقى الجبهات مفتوحة أمام سيناريوهات خطيرة، في صراع تحول من ضربات استباقية إلى معركة بقاء استراتيجية بين قوتين لا تبدوان مستعدتين للتراجع.

مقالات ذات صلة