سياسةشأن عسكري
أخر الأخبار

الجيش الإيراني vs الجيش الإسرائيلي: قراءة بالأرقام في موازين القوة

مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط إثر الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية وقيادات عسكرية إيرانية وقصف إيراني لإسرائيل عبر صورايخه البالستية، عاد الجدل بقوة حول ميزان القوى العسكرية بين إيران وإسرائيل، في ظل سيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات. فبينما تراهن تل أبيب على تفوقها الجوي والتكنولوجي المدعوم أمريكيا، تستند طهران إلى ترسانة صاروخية ضخمة وقوة بشرية هائلة في أي مواجهة شاملة محتملة.

ترتيب عالمي متقارب

وفقا لمؤشر “جلوبال فاير باور” لعام 2024، يحتل الجيش الإيراني المرتبة الـ14 عالميا بين أقوى الجيوش، متقدما بثلاث مراتب على الجيش الإسرائيلي الذي حل في المركز الـ17 من بين 145 دولة شملها التصنيف. ومع ذلك، لا تعكس هذه المرتبة الفروق التقنية والنوعية بين القوتين العسكريتين، والتي تُعد عاملا حاسما في طبيعة الحروب الحديثة.

تفوق بشري إيراني مقابل مرونة إسرائيلية

من حيث القوة البشرية، تتفوق إيران بفارق كبير، إذ يبلغ عدد سكانها حوالي 87 مليون نسمة، مقابل 9 ملايين في إسرائيل. ويصل عدد القوى البشرية المتاحة للخدمة في إيران إلى نحو 49 مليون نسمة، في حين يبلغ عددهم في إسرائيل 3.8 ملايين فقط. وتضم القوات الإيرانية نحو 580 ألف جندي في الخدمة، بالإضافة إلى 200 ألف جندي احتياطي، بينما يبلغ عدد جنود إسرائيل 170 ألفا في الخدمة و465 ألفا في الاحتياط.

معارك السماء.. إسرائيل تحلق عاليا

على صعيد القوة الجوية، تميل الكفة بشكل واضح لصالح إسرائيل، التي تمتلك 612 طائرة حربية، منها 241 مقاتلة و39 طائرة هجومية و12 طائرة شحن عسكري. وتتمتع تل أبيب بـ155 طائرة تدريب، و23 طائرة مخصصة للمهام الخاصة، فضلا عن 146 مروحية، منها 48 هجومية.

في المقابل، يمتلك سلاح الجو الإيراني 551 طائرة، منها 186 مقاتلة فقط، وعدد محدود من الطائرات الهجومية الحديثة. وتعاني الطائرات الإيرانية من تقادم تقني كبير، إذ تعتمد على طرازات تعود إلى السبعينيات والثمانينيات مثل F-4 Phantom وF-14 Tomcat، إلى جانب سرب صغير من طائرات سوخوي-24 وميج-29 الروسية. كما أن الفارق كبير في عدد المطارات الصالحة للاستخدام، حيث تملك إيران 319 مطارا مقابل 42 في إسرائيل.

ترسانة الصواريخ.. ورقة إيران الرادعة

رغم التفوق الإسرائيلي الجوي، إلا أن إيران تملك ورقة قوة لا يُستهان بها تتمثل في ترسانتها الضخمة من الصواريخ الباليستية (2000 صاروخ بالستي) والطائرات المسيرة. ووفق المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فإن طهران تمتلك واحدة من أضخم ترسانات الصواريخ في غرب آسيا، تشمل صواريخ يصل مداها إلى 2000 كيلومتر، مما يضع كامل الأراضي الإسرائيلية في مرمى النيران الإيرانية.

الأسلحة البرية.. تفوق إيراني عددي

في مجال القوات البرية، تتقدم إيران كما، حيث تملك 1996 دبابة و65,765 مركبة مدرعة، إضافة إلى 580 مدفعا ذاتي الحركة، و2050 مدفعا ميدانيا و775 راجمة صواريخ. أما إسرائيل فتملك 1370 دبابة (من بينها دبابات ميركافا 4 المتقدمة)، و43,407 مركبة مدرعة، إلى جانب 650 مدفعا ذاتي الحركة و300 مدفع ميداني و150 راجمة صواريخ.

البحر لصالح إيران.. من حيث العدد

القوة البحرية تمثل نقطة تفوق نسبي لطهران، التي تملك 101 قطعة بحرية، بينها 19 غواصة و7 فرقاطات و3 طرادات. كما تملك قوة خاصة بنزع الألغام في المياه الاستراتيجية، وهي ميزة لا تتوفر لدى إسرائيل، التي تملك 67 قطعة بحرية فقط، تشمل 5 غواصات و45 سفينة دورية و7 طرادات، لكنها تفتقر إلى الفرقاطات.

السلاح النووي.. اليد العليا لإسرائيل

رغم الغموض الرسمي، تُصنف إسرائيل ضمن القوى التسع النووية في العالم، وتشير التقديرات إلى امتلاكها نحو 100 رأس نووي، منها نحو 30 قنبلة تُطلق جوا، فيما تُطلق البقية عبر صواريخ “أريحا 2” الباليستية المتوسطة المدى. وتُعتقد أن قواعد الإطلاق المتنقلة لتلك الصواريخ متمركزة قرب القدس المحتلة.

في المقابل، لا تمتلك إيران حتى الآن سلاحا نوويا معترفا به، رغم مخاوف غربية متصاعدة من احتمالية تطويره، خاصة مع تنامي قدراتها التقنية والنووية.

الفارق المالي.. لصالح إسرائيل

على الصعيد الاقتصادي والعسكري، تتفوق إسرائيل في الإنفاق الدفاعي، إذ بلغت ميزانيتها العسكرية لعام 2024 نحو 24.4 مليار دولار، مقابل 9.9 مليارات لإيران. كما أن احتياطياتها من العملة الأجنبية تتجاوز 212 مليار دولار، مقارنة بـ127 مليارا لإيران.

بين التفوق الجوي الإسرائيلي والتضخم العددي في القدرات البرية والصاروخية الإيرانية، يبقى أي اشتباك واسع النطاق بين الطرفين محفوفا بالمخاطر. إسرائيل تملك اليد العليا تقنيا، لكن إيران تمتلك القدرة على الإرباك عبر الضربات الباليستية والطائرات المسيرة. ومع غياب موازين ردع متفق عليها، قد تتحول كل شرارة جديدة في المنطقة إلى انفجار واسع النطاق يصعب التحكم في نتائجه.

مقالات ذات صلة