سياسة
أخر الأخبار

انتصار دبلوماسي مغربي كبير… البرتغال تعترف بمصداقية الحكم الذاتي وتلتحق بركب الدول الداعمة لسيادة المغرب على صحرائه

هي لحظة دبلوماسية تاريخية، فقد أعلنت الجمهورية البرتغالية، من قلب العاصمة لشبونة، دعمها الكامل والصريح لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل نهائي وواقعي لنزاع الصحراء. الإعلان، الذي جاء في ختام لقاء رسمي بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره البرتغالي باولو رانجيل، شكل صفعة قوية جديدة لمناورات النظام الجزائري، الذي يجد نفسه يوما بعد آخر في عزلة متنامية أمام زخم دولي متسارع يعترف بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية.

البرتغال، الحليف الأوروبي المعروف برزانته وتوازنه، عبرت دون مواربة عن “دعمها الكامل لمبادرة الحكم الذاتي، باعتبارها الأساس البناء والأكثر جدية ومصداقية لتسوية هذا النزاع”. إعلان لا يكتفي فقط بدعم مقترح مغربي، بل هو، في العمق، اعتراف واضح بسيادة المملكة المغربية على صحرائها، وانحياز ذكي للشرعية الدولية التي تسير نحو إنهاء هذا النزاع المفتعل.

وهذا الموقف الجديد ليس معزولا. فالبرتغال سبق أن انخرطت، إلى جانب المغرب وإسبانيا، في ملف تنظيم مونديال 2030، وهو المشروع الذي يشكل امتدادا لثقة ثلاثية متينة تعكس تقاطع المصالح، وتقارب الرؤى، ووحدة المصير المتوسطي. تأكيد البرتغال على عدالة قضية المغرب في ملف الصحراء هي رسالة مباشرة إلى من يهمهم الأمر، ومفادها أن أوروبا الحقيقية تختار الوقوف إلى جانب الحلول الواقعية والمستقبل المشترك، لا إلى جانب أوهام الحقد والمناورات العقيمة.

أما النظام العسكري الجزائري، الذي لا يزال يصر على دعم كيان وهمي ويبدد موارد الشعب في معارك عبثية، فإنه يستفيق مجددا على ضربة دبلوماسية موجعة. فكل يوم يمر، تزداد عزلته، ويتساقط عنه القناع أمام العالم. لم يعد بإمكانه خداع الرأي العام الدولي بشعارات تقرير المصير التي تآكلت شرعيتها، ولم يعد يملك حلفاء حقيقيين خارج دائرة أنظمة فقدت بوصلتها.

إن تأكيد البرتغال دعمها لقرار مجلس الأمن 2756، وإشادتها بالجهود المغربية داخل الأمم المتحدة، دليل على أن المبادرة المغربية لم تعد مجرد طرح نظري، بل باتت هي الحل الوحيد القابل للتطبيق، والمطابق للشرعية الدولية، والمقبول لدى الأغلبية الساحقة من الدول المؤثرة.

التحاق البرتغال بركب الدول الكبرى التي خرجت من المنطقة الرمادية كما فعلت الولايات المتحدة وفرنسا، وألمانيا، وإسبانيا، وهولندا، وغيرها – يكرس نجاح السياسة الخارجية المغربية، ويجعل من الحكم الذاتي الخيار الأوحد على طاولة الأمم المتحدة.

لقد اقتربت ساعة الحقيقة. وآن للذين يغامرون باستقرار المنطقة أن يعيدوا حساباتهم. فالدينامية الدولية الحاصلة ليست عابرة، بل هي مسار تاريخي لا رجعة فيه… مسار يُنهي مرحلة الابتزاز السياسي ويؤسس لحل عادل وواقعي، تكون فيه السيادة المغربية على الصحراء أمرا مفروغا منه.

وإذا كانت الجزائر الرسمية قد قررت الاصطفاف ضد التيار، فإن شعوب المنطقة الواعية، تدرك أن الرهان الحقيقي هو على الاستقرار، والتنمية، وبناء المستقبل المشترك. أما الرهانات الخاسرة، فقد لفظها التاريخ، وسيطويها الزمن قريبا… قريبا جدا.

مقالات ذات صلة