
في تطور أمني بالغ الخطورة، تعرضت منشأة يُعتقد أنها بنية تحت الأرض نشطة، تقع شمال بلدة الشهيد باقري قرب العاصمة الإيرانية طهران، لضربة جوية دقيقة نُفذت من قبل سلاح الجو الإسرائيلي. وتظهر الصور التي جرى تداولها على نطاق واسع تصاعد أعمدة ضخمة من الدخان واللهب من سفوح الجبال المشرفة على أحياء سكنية في غرب طهران، ما يشير إلى قوة التفجير واستهداف موقع بالغ الأهمية.
منشأة مموهة منذ أكثر من عقد
تشير صور الأقمار الاصطناعية المؤرخة بشهر يناير 2021، والتي حللتها وحدة “The Intel Lab”، إلى وجود بنية تحتية سرية تحت الأرض، تتضمن أنفاقا مدفونة ومداخل مموهة بعناية ومغطاة بردميات ترابية وهياكل خفيفة. وبحسب التحليل، فإن بعض هذه المداخل ظلت غير مفعلة لأكثر من عشر سنوات، فيما يُعتقد أن أحد المداخل ظل نشطا ومخفيا تحت سقيفة صغيرة من الحديد المموج.
ورجح الخبراء أن المنشأة تتمتع بنظام تهوية خاص، مع وجود عمود تهوية محتمل، إضافة إلى محيط مؤمن بسياج أمني ومسارات دورية لحراسة المنطقة، مما يعكس مستوى عال من التحصين والحساسية.
ما طبيعة المنشأة؟
لم تعلن السلطات الإيرانية حتى الآن عن طبيعة الموقع المستهدف، غير أن تحليلات أولية تفترض أنه قد يكون جزءا من برنامج عسكري سري، أو بنية متعلقة بأبحاث نووية أو تطوير صواريخ باليستية. وتضيف مصادر استخباراتية إسرائيلية أن الموقع، رغم خفوته عن الرادار الإعلامي، ظل يخضع لمراقبة دقيقة منذ أكثر من عام، وأن نشاطا غير اعتيادي رُصد مؤخرا في محيطه.
وحسب مصدر أمني إسرائيلي صرح للإعلام العبري، فإن ما تم ضربه هو “أحد الأعصاب الحيوية للبنية التحتية العسكرية الإيرانية، وقد تم تنفيذ الضربة في إطار استراتيجية الردع المتقدمة”.
وتُظهر إحدى الصور الانفجار وهو يحدث على منحدر جبلي، على مقربة من المجمعات السكنية، ما يطرح تساؤلات خطيرة حول مدى تعقيد وتشابك البنية التحتية العسكرية والمدنية داخل إيران.
ماذا بعد الضربة؟
مصادر إسرائيلية رجحت أن القوات الإيرانية، إذا كانت المنشأة المستهدفة لا تزال نشطة، ستكون بحاجة إلى أيام وربما أسابيع لإعادة الحفر وإصلاح الأضرار، وهو ما سيؤثر على أي نشاط كان يُخطط له داخل هذه البنية التحتية.