غانا تؤكد دعمها لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية وتوجه صفعة دبلوماسية جديدة لعسكر الجزائر

في تطور دبلوماسي لافت، أكدت جمهورية غانا، اليوم الخميس 5 يونيو 2025، أن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية يمثل الأساس الواقعي والدائم الوحيد لحل مقبول من جميع الأطراف لقضية الصحراء.
جاء هذا الموقف الحاسم في بيان مشترك صدر عقب اجتماع رسمي عقد بالعاصمة الرباط بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، ونظيره الغاني السيد صامويل أوكودزيتو أبلاكوا.
وأشاد الوزير الغاني، في ختام اللقاء، بجهود الأمم المتحدة كإطار حصري لتسوية هذا النزاع، مجددا تأكيده على أن دعم بلاده لمخطط الحكم الذاتي المغربي يندرج ضمن الدينامية الدولية المتنامية التي الملك محمد السادس، دفاعا عن سيادة المملكة على كامل ترابها الوطني، بما في ذلك أقاليمها الجنوبية.
تحول استراتيجي من دولة كانت من أوائل داعمي “البوليساريو”
تجدر الإشارة إلى أن هذا الموقف الغاني لا يأتي بمعزل عن التطورات الأخيرة التي شهدتها مواقف عدد من الدول الإفريقية إزاء نزاع الصحراء.
فغانا، التي كانت من أولى الدول التي اعترفت بما يسمى “الجمهورية الصحراوية” في أواخر السبعينيات، قررت في خطوة تاريخية مطلع سنة 2025 سحب اعترافها بالكيان الانفصالي، مؤكدة دعمها للوحدة الترابية للمغرب وسيادته الكاملة على أقاليمه الجنوبية.
محاولة جزائرية فاشلة للتأثير على القرار الغاني
وتأتي تصريحات الوزير الغاني في الرباط بعد محاولة جزائرية فاشلة لتغيير موقف أكرا، تجسدت في الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الغاني إلى الجزائر نهاية شهر أبريل المنصرم، حيث استقبله الرئيس عبد المجيد تبون شخصيا، في مسعى مكشوف لاستمالة غانا والضغط عليها للتراجع عن قرارها السيادي.
إلا أن اللقاء لم يسفر عن أي نتائج، وظهر بجلاء أن الديبلوماسية المغربية كانت قد سبقت نظيرتها الجزائرية بخطوات استراتيجية محسوبة.
انتصار جديد للدبلوماسية المغربية وعزلة متزايدة للجزائر
إن تثبيت غانا لموقفها اليوم من الرباط ليس فقط دعما لمبادرة الحكم الذاتي، بل هو أيضاً انتصار جديد للدبلوماسية المغربية التي تحصد المكاسب واحدة تلو الأخرى في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
هذا التقدم الدبلوماسي المتواصل يعكس نجاح الرؤية الملكية الاستباقية التي تقوم على الصرامة في الدفاع عن السيادة الوطنية والانفتاح على الشراكات جنوب-جنوب.
في المقابل، تزداد عزلة النظام الجزائري الذي يستمر في ربط مصيره السياسي بقضية خاسرة منذ نصف قرن، في الوقت الذي حسم فيه المغرب أمر سيادته على أقاليمه الجنوبية فعليا، سياسيا وميدانيا، وبات يحظى بدعم دولي واسع، لا سيما في القارة الإفريقية.
بذلك، تؤكد جمهورية غانا اليوم مكانتها كدولة إفريقية مسؤولة تضع الواقعية السياسية فوق الحسابات الإيديولوجية، وتساهم في دعم السلم والاستقرار في منطقة شمال افريقيا.