
قضية الهجرة عادت لتتصدر جدول أعمال البيت الأبيض بعد لقاء جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخمسة من قادة دول غرب ووسط إفريقيا: الغابون، السنغال، غينيا-بيساو، موريتانيا، وليبيريا، خلال قمة مصغرة احتضنتها العاصمة واشنطن.
الرئيس ترامب طرح ملفا بالغ الحساسية خلال المحادثات، يتمثل في مقترح أمريكي غير مُعلن رسميا، يقضي بإمكانية استقبال بعض المهاجرين المُرحلين من الولايات المتحدة إلى دول إفريقية “شريكة”، خصوصا من طالبي اللجوء الذين ظلوا في الأراضي الأمريكية لسنوات دون تسوية قانونية، وبعضهم متهم بالتسبب في مشاكل داخلية، حسب تعبير الإدارة الأمريكية.
الرئيس الليبيري جوزيف بواكاي، الذي كشف فحوى النقاش لصحيفة FrontPage Africa، أوضح أن الولايات المتحدة لم تُقدم طلبا مباشرا أو ملزما، بل عرضت ما وصفه بـ”القلق المشروع” وسألت عن إمكانية المساهمة في حل هذه الأزمة الإنسانية والسياسية.
وقال بواكاي: “الأمريكيون لا يُجبرون أحدا، لكنهم أوضحوا أن هذه قضية تؤرقهم، ويسألون: هل من سبيل للمساعدة؟”
الخيار الأمريكي جاء بعد صدور حكم من المحكمة العليا الأمريكية يسمح بترحيل ثمانية مهاجرين محتجزين في جيبوتي نحو جنوب السودان، بينهم مهاجرون من ميانمار والسودان والمكسيك وفيتنام ولاوس وكوبا. غير أن تدهور الوضع الأمني في جنوب السودان أثار مخاوف واشنطن من تداعيات عمليات الترحيل إلى منطقة مهددة باندلاع حرب أهلية جديدة، ما دفعها إلى التفكير في دول إفريقية بديلة تتوفر على قدر من الاستقرار السياسي.
القادة الأفارقة، من جهتهم، لم يبدوا رفضا صريحا، لكنهم تحفظوا في الرد، مؤكدين أن المسألة تحتاج إلى دراسة متأنية، وأنهم سيتعاملون معها بجدية إذا تم تقديم طلب رسمي من الجانب الأمريكي.
وقال بواكاي بهذا الصدد: “عندما يطلبون ذلك بشكل واضح، سنعرف كيف نرد.”
فتح هذا الملف خلال قمة واشنطن أعاد تسليط الضوء على العلاقة المعقدة بين الولايات المتحدة والدول الإفريقية، لا باعتبارها شراكة تنموية فقط، بل كفضاء محتمل لحلول تتعلق بقضايا داخلية أمريكية، وعلى رأسها الهجرة.
ويبقى السؤال معلقا:
هل تتحول بعض دول إفريقيا إلى وجهة “بديلة” لمهاجرين لفظتهم السياسات الأمريكية؟