أشرف حكيمي يصنع التاريخ: أول مغربي يسجل في نهائي دوري أبطال أوروبا ويقود باريس سان جيرمان إلى المجد الأوروبي

في ليلة ستبقى محفورة في ذاكرة عشاق كرة القدم، نجح النجم المغربي أشرف حكيمي في كتابة اسمه بأحرف من ذهب في سجل أعظم المسابقات الأوروبية، بعدما افتتح التسجيل في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا مساء السبت 1 يونيو 2025، ليقود فريقه باريس سان جيرمان نحو أول تتويج قاري له في تاريخه، عقب اكتساح إنتر ميلان الإيطالي بخماسية نظيفة في ملعب “أليانز أرينا” بمدينة ميونيخ.
هدف تاريخي… واسم مغربي في قلب المجد الأوروبي
في الدقيقة 12 من عمر اللقاء، تلقى أشرف حكيمي تمريرة ساحرة من زميله ديزيريه دوي داخل منطقة الجزاء، ليرسلها بلمسة حاسمة إلى شباك الحارس الإيطالي، موقعا أول أهداف المباراة، ومعلنا بداية مهرجان الأهداف الباريسي. بهذا الهدف، بات حكيمي أول لاعب مغربي في التاريخ يسجل هدفا في نهائي دوري أبطال أوروبا، وثالث لاعب من شمال إفريقيا يحقق هذا الإنجاز بعد الجزائري رابح ماجر (1987) والمصري محمد صلاح (2019).
وصرح حكيمي بعد نهاية المباراة:
“لقد كتبنا التاريخ، وصنعنا ما انتظره هذا النادي منذ زمن طويل. سعيد بأن أكون جزءًا من هذا الإنجاز الكبير. كنا عائلة داخل الملعب، واللقب كان نتيجة هذا التلاحم”.
من مدريد إلى باريس… حكيمي يتوج للمرة الثانية
ورغم أن هذه هي أول مرة يتوج فيها باريس سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا، فإن التتويج القاري ليس جديدا على حكيمي، الذي سبق أن رفع الكأس ذات الأذنين مع ناديه السابق ريال مدريد سنة 2018، وهو في سن الـ19، لكن هذه المرة كان أحد أبرز نجوم التتويج، وليس مجرد عنصر في الفريق.
خماسية تاريخية تقود سان جيرمان للقب الأول
النهائي لم يكن فقط حدثا استثنائيا لحكيمي، بل أيضا للمارد الباريسي الذي حقق أكبر فوز في تاريخ نهائيات دوري الأبطال (5-0). تناوب على تسجيل الأهداف:
أشرف حكيمي (12)
ديزيريه دوي (20، 63)
كفاراتسخيليا (72)
سيني مايولو (86)
هذا الانتصار منح باريس سان جيرمان أول ألقابه في دوري الأبطال، وثاني لقب فرنسي في تاريخ المسابقة بعد تتويج أولمبيك مرسيليا عام 1993… في نفس المدينة: ميونيخ.
لويس إنريكي… من فريق نجوم إلى فريق جماعي
المدرب الإسباني لويس إنريكي أعاد تشكيل فلسفة سان جيرمان، فحول الفريق من كتيبة نجوم فرديين إلى منظومة جماعية منسجمة. الفوز في النهائي توج موسمه بثلاثية تاريخية (الدوري والكأس ودوري الأبطال)، في مشهد مؤثر رفع فيه الجماهير “تيفو” عملاق تكريما لابنته الراحلة زانا، التي فقدها قبل سنوات.
خيبة إيطالية
على الجانب الآخر، لم يتمكن إنتر ميلان من مجاراة النسق العالي للبطل الفرنسي، وخسر النهائي الثاني له في آخر ثلاث سنوات، بعد سقوطه أمام مانشستر سيتي في نهائي 2023.
بهذا الإنجاز، رسخ أشرف حكيمي مكانته كواحد من أعظم اللاعبين المغاربة في تاريخ الكرة الأوروبية، مؤكدا أن حلم التتويج في كبرى المسابقات العالمية لم يكن يوما بعيدا المنال عن كرة القدم المغربية ونجومها فـ”المستحيل ليس مغربيا”.