فاينانشال تايمز: بريطانيا تنضم إلى القوى الكبرى في دعم الحكم الذاتي المغربي بـ”الصحراء الغربية”

في تقرير لافت نشرته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، أكدت الصحيفة أن المملكة المتحدة قررت رسميا دعم مخطط الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب لحل قضية الصحراء المغربية، واصفة هذه الخطوة بأنها تمثل تحولا دبلوماسيا بارزا يكرس موقع المغرب كشريك استراتيجي موثوق على الساحة الدولية.
القرار، الذي أعلنه وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي خلال زيارته إلى الرباط، يُعد أول موقف رسمي من لندن يعتبر المبادرة المغربية “الأكثر مصداقية وواقعية وقابلية للتطبيق” لحل النزاع المستمر منذ عقود.
الاعتراف العملي بمقترح الحكم الذاتي المغربي
بحسب فاينانشال تايمز، فإن إعلان بريطانيا دعمها للمبادرة المغربية يُعد بمثابة اعتراف فعلي بسيادة المغرب على أراضيه الجنوبية، خصوصا أن الخطة تمنح سكان الصحراء المغربية حُكما ذاتيا واسعا تحت السيادة المغربية، بما يضمن لهم إدارة شؤونهم الداخلية في إطار الوحدة الترابية للمملكة.
وتؤكد الصحيفة أن الموقف البريطاني الجديد يضع لندن في صف القوى الكبرى التي تبنت الطرح المغربي، مثل الولايات المتحدة التي اعترفت في 2020 بسيادة المغرب على الصحراء، وفرنسا التي تعتبر ان حاضر ومستقبل الصحراء في اطار السيادة المغربية، وإسبانيا التي غيرت بدورها موقفها لصالح الرباط سنة 2022.
دعم يتجاوز السياسة إلى الاقتصاد والاستثمار
أشارت الصحيفة إلى أن الموقف البريطاني لا يقتصر على الجانب السياسي فقط، بل يمتد إلى شراكة استراتيجية واعدة مع المغرب، خصوصا مع اقتراب تنظيم كأس العالم 2030، الذي تستعد المملكة لاحتضانه إلى جانب إسبانيا والبرتغال.
وتسعى بريطانيا، حسب فاينانشال تايمز، إلى منح شركاتها الأفضلية في المشاريع المرتبطة بالبنية التحتية لكأس العالم، إلى جانب قطاعات أخرى واعدة مثل الطاقة المتجددة والصحة، مستفيدة من الدينامية التنموية التي يعرفها المغرب، وخاصة في الأقاليم الجنوبية.
رؤية المغرب تكتسب مزيدا من الزخم الدولي
أكد التقرير أن المغرب نجح، خلال السنوات الأخيرة، في توسيع دائرة التأييد الدولي لمقترحه الواقعي والبراغماتي، الذي يحظى بقبول متزايد كحل نهائي للنزاع يضمن الاستقرار الإقليمي، ويحترم في الآن ذاته مبدأ “تقرير المصير” في إطار حل توافقي.
وذكرت الصحيفة بأن خطة الحكم الذاتي المغربية تلقى دعما واسعا من دول أفريقية وعربية، بالإضافة إلى قوى غربية مؤثرة، ما يساهم في عزل الأطروحة الانفصالية التي تقودها جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر.
نحو نهاية لنزاع طال أمده
اختتمت فاينانشال تايمز تقريرها بالتأكيد على أن المجتمع الدولي بات أكثر اقتناعا بأن مقترح الحكم الذاتي المغربي يمثل الإطار الأنسب لإنهاء نزاع الصحراء، في ظل فشل الأمم المتحدة منذ التسعينيات في تنظيم الاستفتاء الموعود، وتعثر جهود الوساطة نتيجة خلافات سياسية وقانونية معقدة.
ومع تزايد الاعترافات والدعم الدولي لمبادرة المغرب، يبدو أن الكفة تميل لصالح حل سياسي واقعي ومستدام يقوده المغرب، يقوم على التنمية والاستثمار والاستقرار، ويضع حدا لمعاناة الآلاف من اللاجئين الصحراويين الذين ما زالوا عالقين في مخيمات تندوف.