
في ظل تصاعد التوترات العسكرية في الشرق الأوسط، تلوح إيران مجددا بإغلاق مضيق هرمز، الممر البحري الأهم عالميا لتجارة النفط والغاز. ويأتي هذا التهديد في توقيت بالغ الحساسية، بعد اندلاع حرب مباشرة مع إسرائيل شهدت هجمات متبادلة وضربات واسعة النطاق، ما يرفع من مستوى المخاطر الجيوسياسية في المنطقة إلى أقصى درجاتها.
ويرى مراقبون أن أي خطوة إيرانية لإغلاق المضيق قد تهز الاقتصاد العالمي وتلحق خسائر فادحة تتجاوز 1.5 مليار دولار يوميا، وفقا لما كشفه رسم بياني نشرته قناة “الحرة” استنادا إلى بيانات من “بلومبيرغ”، “أوبك”، ووكالة الطاقة الامريكية.
أهمية مضيق هرمز
يقع مضيق هرمز بين سلطنة عُمان وإيران، ويمثل المعبر البحري الرئيسي الذي يربط الخليج العربي بخليج عُمان والمحيط الهندي. وتكمن أهميته في كونه الممر الوحيد لتصدير النفط والغاز من عدد من أكبر الدول المصدرة للطاقة في العالم.
أرقام صادمة
حسب البيانات المعروضة، فإن إغلاق المضيق سيؤثر على ما يقارب 20 مليون برميل من النفط يوميا، أي ما يعادل 25% من إجمالي تجارة المحروقات العالمية. كما سيمس هذا الإغلاق حركة تصدير الغاز الطبيعي المسال، بمعدل 220 ألف طن متري يوميا، تمثل 21% من إجمالي تجارة الغاز المسال في العالم.
الخاسرون الكبار: السعودية والصين
من بين أكبر الدول المتضررة من أي تعطيل لحركة الملاحة في المضيق:
-السعودية، التي تصدر عبر المضيق كميات ضخمة من النفط يوميا، وتُعد من أبرز المزودين العالميين.
-الإمارات، العراق، الكويت، قطر وإيران نفسها ستكون أيضا في دائرة التأثر، كون معظم صادراتها النفطية تمر عبر المضيق.
-من جهة الواردات، فإن الصين تأتي في صدارة الدول المستوردة للنفط من الخليج، تليها الهند، اليابان، كوريا الجنوبية، ودول آسيوية أخرى تعتمد بشدة على نفط الخليج.
خسائر يومية بالمليارات
تشير البيانات إلى أن الخسائر المقدرة التي قد تنجم عن إغلاق مضيق هرمز تتجاوز 1.5 مليار دولار يوميا، وهي خسائر تم احتسابها فقط بناء على حجم الصادرات من النفط والغاز، من دون احتساب تكاليف الشحن البديلة أو تأثيرات العقود الآجلة أو زيادة تكاليف التأمين.
كم سيرتفع سعر النفط إذا أُغلق المضيق؟
يرى محللون أن تأثير إغلاق مضيق هرمز على أسعار النفط سيكون فوريا وعنيفا، حسب مدة الإغلاق ومستوى التصعيد:
-في حال الإغلاق المؤقت لبضعة أيام، قد ترتفع الأسعار بـ 5 إلى 15 دولارا، لتتراوح بين 90 و105 دولارات للبرميل.
-إذا استمر الإغلاق لأسابيع، فإن البرميل قد يقفز إلى 110 أو حتى 130 دولارا.
-أما في سيناريو تصعيد عسكري طويل الأمد، فقد يتجاوز سعر البرميل 150 دولارا، مما يهدد بدخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود، ويفاقم أزمة التضخم في معظم الدول الصناعية.
مضيق هرمز كسلاح سياسي
تهديد إيران بإغلاق المضيق ليس بجديد، لكنه هذه المرة يأتي في سياق أكثر خطورة مع اندلاع الحرب مع إسرائيل، وتصاعد التوتر مع الولايات المتحدة، مما يجعل التهديد أكثر جدية من ذي قبل. فبينما تُلوح طهران بإغلاق المضيق كورقة ضغط استراتيجية، فإن أي تنفيذ فعلي لذلك قد يدفع المنطقة إلى مواجهة شاملة لا يمكن التنبؤ بعواقبها.
هل يتحقق التهديد؟
رغم أن تنفيذ إيران لتهديدها سيضر باقتصادها الذاتي ويعزلها دوليا، إلا أن العديد من الخبراء يرون أنه قد يُستخدم كآخر أوراق الردع في ظل تصعيد عسكري واسع. وفي المقابل، فإن ردود فعل القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين والهند ستكون حاسمة في تحديد مسار الأحداث القادمة.