سياسةشأن عسكري
أخر الأخبار

كيف تم الفتك بنخبة سلاح الجو الإيراني عبر خدعة إسرائيلية قاتلة؟!؟

في تطور غير مسبوق في تاريخ المواجهة الاستخباراتية والعسكرية بين إسرائيل وإيران، كشفت تقارير إسرائيلية أن أجهزة الاستخبارات في تل أبيب نفذت عملية نوعية استهدفت نخبة القيادة العليا لسلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني، عبر خدعة هاتفية مميتة، شكلت ضربة موجعة للقدرات الإيرانية في الرد الفوري على الهجمات.

خدعة ذكية.. ونتائج قاتلة

بحسب ما أوردته القناة 12 الإسرائيلية، فإن الموساد عمد إلى تنفيذ مكالمة هاتفية مزيفة وجهت إلى عشرين ضابطا من كبار قادة القوات الجوية الإيرانية، بينهم القائد العام لقوة الجو-فضاء التابعة للحرس الثوري، اللواء أمير علي حاجي زاده. وتم استدراجهم إلى ملجأ محصن خارج العاصمة طهران، بزعم وجود “اجتماع طارئ”.

ما لم يكن يعلمه هؤلاء القادة، أن الملجأ ذاته كان هدفا لضربة جوية إسرائيلية دقيقة، نفذتها طائرات حربية، وقضت على معظم القادة المعنيين بإصدار أوامر إطلاق الصواريخ الباليستية، الذين كان يُفترض أن يشرفوا على الرد العسكري الإيراني في حال اندلاع مواجهة مع إسرائيل.

شلل في القيادة وغياب الأوامر

أفاد الصحفي الإسرائيلي أميت سيغال، نقلا عن مصادر أمنية، أن “أحد أهداف هذه العملية كان تعطيل قدرة إيران على الرد في اللحظة الحرجة”. وبالفعل، أدى استهداف القيادة الجوية إلى شلل كامل في عملية اتخاذ القرار العسكري.

عملية تمويه محكمة

وفقا لمصادر أمنية مطلعة على تفاصيل العملية، فقد تم التخطيط للعملية قبل أيام من تنفيذها، من خلال خطة تضليل إعلامي واستخباراتي محكم تم تمريرها عبر قنوات إيرانية داخلية. وأوهمت هذه الخطة القيادة الإيرانية بوجود “تهديد داهم” يستدعي اجتماعا طارئا، ما أدى إلى تجمع القادة في مكان واحد، سهل استهدافه بدقة.

بداية “الأسد الصاعد”.. وتوسيع الهجوم

هذه الضربة كانت الضربة الافتتاحية في “عملية الأسد الصاعد” التي أطلقتها إسرائيل فجر يوم 13 يونيو 2025، وشملت قصف مواقع استراتيجية في طهران ومدن إيرانية أخرى، منها مستودعات صواريخ، ومراكز تحكم، وأنظمة دفاع جوي.

وبحسب تصريحات مسؤول أمني إسرائيلي رفيع لقناة “فوكس نيوز”، فإن “هذه العملية لم تكن فقط استباقية، بل كانت تهدف إلى تدمير البنية التحتية لقيادة سلاح الجو الإيراني”. وأشار إلى أن إسرائيل استخدمت تقنيات متقدمة، بما في ذلك الطائرات المسيرة، لتدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية بعد الضربة الأولى، مضيفا

“قمنا بأنشطة محددة ساعدتنا في التعرف عليهم بشكل أدق، ثم استخدمنا تلك المعلومات للتأثير على سلوكهم… كنا نعلم أن ذلك سيدفعهم إلى الاجتماع، والأهم أننا عرفنا كيف نبقيهم هناك”

تصفية القائد البديل في قلب طهران

لم تكد طهران تستوعب حجم الفاجعة حتى أعلنت إسرائيل عن تصفية القائد البديل الذي تم تعيينه بشكل عاجل عقب مقتل القادة السابقين. وأكدت قوات الدفاع الإسرائيلية أن اللواء علي شادماني، الذي تولى قيادة الطوارئ للجيش الإيراني بعد مقتل اللواء غلام علي رشيد، قُتل في غارة استهدفت مركز قيادة في قلب العاصمة.

وكان شادماني يشغل سابقا منصب نائب قائد مركز “خاتم الأنبياء” للقيادة الطارئة، كما تولى إدارة العمليات بهيئة الأركان العامة. وفي وقت سابق من هذا العام، كان من بين المسؤولين الذين أكدوا صفقة شراء مقاتلات روسية من طراز Su-35 بهدف تحديث سلاح الجو الإيراني المتقادم.

نتائج ميدانية.. وصدمة استراتيجية

العملية، بحسب المراقبين، لم تكن فقط نجاحا استخباراتيا باهرا، بل شكلت أيضا تحولا استراتيجيا في قواعد الاشتباك. فخسارة إيران لقيادة قوتها الصاروخية والجوية دفعة واحدة، وفي مرحلة حرجة، جعلها في موقع دفاعي عاجز، وأفقدها عنصر الردع الذي طالما تباهت به.

وقد اعتبر محللون عسكريون أن هذه العملية ترقى إلى مستوى “اغتيال عسكري جماعي للقيادة العليا”، نفذته إسرائيل عبر عملية خداع واختراق غير مسبوقة، ما قد يعيد رسم المشهد الأمني في الشرق الأوسط خلال الأسابيع المقبلة.

في حرب العقول، يبدو أن إسرائيل وجهت لطهران واحدة من أعنف الضربات في تاريخها الحديث، ليس فقط بالصواريخ، بل بالمعلومة والخداع. وبينما تلتئم جراح إيران، يبقى السؤال مفتوحا: هل تملك طهران ما يكفي من القوة والجرأة للرد وإعادة السيطرة على سماءها؟!، أم أن “الأسد الصاعد” كسر ظهرها إلى حين.

مقالات ذات صلة